دموع الفرح
وسط اصوات الناس وتهنئاتهم وانا ارتدي الزي الابيض ، ذرفت دمعة ، وعدت بذاكرتي اربع سنوات ، عندما كنت الفتاة التي تبلغ من العمر اثنان وعشرون سنة والتي تدعى ريم ..
كانت الساعة الثامنة مساءا وانا اتبادل الضحكات مع اخوتي الصغار ووالدتي العزيزة
فتح باب المنزل ..
نظرات كئيبة ، خطوات مثقلى ، وجه مسود .
لم أرى والدي بهذه الحالة من قبل\بدأ الصمت يخيم على اركان المنزل وهو ينظر إلي بنظرات ملاها الحزن
-ريم
- ما بك يا أبي
- اتذكرين العم سالم ذلك التاجر الذي حدثتك عنه ؟
- نعم يا أبي ما به ؟
- لقط خطبك مني !
صمت لحظات اقلب كلام أبي في فكري كي اجد له تفسيرا تقبله نفسي
أزلت الارتباك من نفسي وتمالكتها ثم قلت
- كلا يا أبي فانت تعلم ان فيصل.......
- فلتنسي امر فيصل يا ريم !
انساه ؟! أبكل هذه البساكة تطلب مني ان انسى من عشقت الدنيا لأجله !
أتريدني أن انسى من سخرت سنين عمري من اجل ثوان فرحه ؟!
كيف تريدني يا ابي ان افدن عمري وان ألقي دنياي خلفي ، كيف تريد مني ذلك يا ابي؟!
ذهبت الى سريري واخذت بالبكاء الشديد فلا اجد لمواساتي سوى دموعي
دخلت امي الحنون غرفتي وليتها لم تدخل
-ريم حبيبتي ارجوك ان تفهم أباك
انت يا امي تطلبين مني ان افهمه وانت الادرى بعشقي الجنوني لفيصل؟!
وكيف افهم من حكم علي بالموت داخل حياتي ؟
-ريم ان اباك مجبر على تزويجك لذاك الشخص.
مجبر! اهو مجبر ان يتخلى عن ابنته بكل تلك البساطه؟
اين ذهبت الرحمه ومعناها
اين ذهبت المسؤليى والاحساس بها
ام كل هذه اصبحت اشياء ثانوية في دنياكم يا أمي !
-ريم ان اباك مدبن لهذا الشخص وان لم يزوجك له فسيدخل السجن
ليتك يا امي صمت قبل تلك الكلمه فلم اكن اعلم انني يوما ما ساكون كبش الفداء وسط عالم الرجال المليئ بالذئاب
لكنك ستبقى والدي الذي تحترمه كل حواسي ومشاعري
-امي
-نعم يا حبيبتي
-فلتخبري والدي اني موافقه
نظرات حزن تلتها بكاء شديد من امي
ودموعي لم تجد من يمسحها سوى انامل امي المحتاجة لمن يمسح عنها دمعتها
خرجت واقفلت الباب وتركتني وحيدة مع احزاني ، مع دموعي ، اتوشح السواد في مقبرة دنياي
أنظر حولي في الغرفة فلا اجد للون الابيض وجودا ولا للصور معنى , لاشيئ في غرفتي سوى اللا شيئ
اعدت النظر في كل زاوية فلم المح بها سوى ذاك الهاتف الذي اصبح الوسيلة التي كتبت بها نهاية عالمي
مسكته وادرت الرقم وفي كل مرة اقفل الخط عند الرقم الاخير
تمالكت نفسي وبعد عناء طويل استطعت تكملة الرقم الذي كان يخص من عشقته جميع حواسي:
-مرحبا
لم استطع تخيل فكرة نسيان هذا الصوت الذي اعتجت على اصبحاي وامسائي عليه ، ذاك الصوت الذي عزف نغمات اغنية عشق اخرجها القدر وكتب نهايتها قدر آخر بامضاء والدي
-فيصل
-ما بك ياريم ؟
تبعثرت الكلماتا واصبحت كالطفلة الصغيرة التي لا تستطيع التعبير عما بداخلها سوى بالبكاء
-ريم هل اباك بخير؟
ابي؟! ليتك تعلم ان ابي هو سبب اسوداد دنيتي وانه من انشا السد الحاجز بيني وبينك
-ارجوك يا فيصل ان تنسى اسم ريم
-ريم أجننتي ؟
-ارجوك يا فيصل ان تنساني
-لكن كيف؟ ولماذا ؟
-الى اللقاء يا فيصل
-ريم
اقفلت الخط واقفلت معها اخر نافذة يطل منها النور على دنياي
عدت الى سريري واستلقيت عليه وسط تفكيري بمقبرتي المقبلة ...........
دموع الفرح (2)
توشحت السواد الذي غطاه بياض ثوبي
أزف الى ذلك الرجل بموسيقى اشبه لموسيقى الوداع الاخير
امي العزيزة التي بكت وبكة ليلة الزفاف لم تكن كباقي الامهات اللواتي يبكين فرقة ابنتهم
فلقد كانت دموعها اشبه بنيران متوهجة
دموع طفلة صغيرة فقدت لعبتها العزيزه
اختي الصغرى رهف بكل برائة وبكل محبة:
-ريم, اذا كنت لا تودين الذهاب فابق معي كي نلعب بدميتي الجميلة
والدي الذي انبت الشوك من زهرة شبابي لم اره قط بتلك الحالة
ينظر إلي ودموع تتلألأ في عينيه وصمت كصمت الجبال لم اعتده منه
منزل امتلأ بالناس , ضحكات هنا وشماتة هناك
ام اعد اعلم مالذي يريدونه
ايريدون التهنئة التي كانت من المفروض ان تناله اي فتاة تجلس على هذا الكرسي
ام تقديم العزاء لي ومن ثم الشماتة والانصراف
نظرت الى كل تلك الوجوه
ابتسامت هنا ودموع هناك واطفال يركضون ويلعبون
تظهر من بين كل تلك الوجوه معاناتي
تظهر ذكرياتي زاجمل لحظات عمري
يظهر وجه الحبيب فيصل .
لماذا أتيت يا فيصل؟؟ ألتبارك لي انت ايضا؟ ام لتجرعني مرارة الاحساس بنذب لم افعله
ارجوك يا فيصل ان ترحل من حياتي وان تجعلني صقحة من صفحاة ذكرياتك
سقطة دمعتي عند رؤيته من حيث لا ادري
بكل جلافة وبكل خشونة الرجال وبكل همجية اسمع صوت من يدعى زوجي يقول
-ما تلك الدموع ؟؟
اجبته بصوت جريح وغصة ملاتها الآلام :
-انها دموع الفرح ................
دموع الفرح (3)
ممر طويل مفروش بالسجاد الاحمر سبقته عدة امتار من الورد والازهار
كانت اشبه بجنة الله في ارضه
قصر فخم
تحف نادر
شباب وبنات ينظرون الي بكل كبرياء وعلو نفس
لم اعرهم اهتماما , لــكــن!
بفت نظري ذلك الشاب الذي يجلس بالركن وحيدا
نظرا اليه فطأطأ راسه خجلا
طلبت من الخدامة ان تصحبني الى غرفتي
لم اكن اتوقع حتى في اكثر احلامي تفاؤلا ان اعيش بجنة كهذه
اخذت ارتب حقائبي وانظر الى كل شيئ في هذه الغرفة
- اذاً انتي زوجة ابي الجديده
- نظرت الى الباب فوجدة كتلة من الغرور تجسدت على هيئة فتاه
- نعم يا حبيبتي انا هي
- لا تقولي حبيبتي فان امي ما زالت على قيد الحيا
خرجت واقفلت الباب
ايقنت من كلامها ان هناك سرا ما في هذا القصر يجب علي معرفته لكن كيف ومتى ومن من ساعرف هذا السر
تذكرت ذلك الشاب وعلمت انه سيكون مفتاح الباب الذي يحجز هذا السر
مضت اول ليلة بسوادها وهمها وحزنها
تناولت طعام الافطار الذي كان يجب ان اتناوله مع زوجي رفيق عمري وحيدة واخذت استكشف هذا القصر الكبير
وبينما انا كذلك استمالتني تلك الغرفة ولفتت انتباهي دون سائر الغرف فلقد كان الخدم عندها اكثر من اي مكان آخر
احسست برهبة داخلي بسببها ، انتظرت قليلا حتى خرجت احدى الخادمات
- انت ايتها الخدامة
نظرت الي والخوف يملأ عيناها ، تقدمت نحوي بخطوات سريعة
-ارجوك يا سيدتي اخفض ضوتك
استمالني الفضول لمعرفة ما بتلك الغرفة
-لمن تلك الغرفة ايتها الخدامة ؟
-انها غرفة سيدتي
-ومن هي سيدتك ؟
-زوجة العم سالم لكن ارجوك الا تذهبي اليها
ذهبت وتركتني في حيرتي
توقفت عن التجوال بهذا القصر المريب
عدت الى غرفتي وبينما انا في الطريق راتي زوجي يوبخ ذلك الفتى ويضربه
ذهبت مسرعة اليه لتهدئته
-ارجوك يا ريم ان تهذب الى غرفتك
-كلا لن اذهب حتى تدعه وشانه
نظر الي بكل غضب وانا اتصبب عرقا خوفا ان يكون مصيري كمصير هذا الشاب
ذهب وتركني مع الفتى الذي لا اعرف عنه شيئا حتى الان
نظرت اليه فشعرت اتجاهه بحنية لم اشعرها من قبل
- هل انت بخير يا .........
- ســـعــــد
- هل انت بخير يا سعد؟
- نعم واشكرك على ما فعلته
- لكن ما الذي فعلته كي تستحق كل هذا ؟
طأطأ راسه ودمعة قد عرفت طريقها الى وجنته قبل ان يجيب
- لقد سكبت كاس ماء على السجاد دون عمد
احسست بصاعقة من السماء قد ؤمتني , او كل هذا بسبب ذنب صغير لا يستوجب حتى كلمة عتاب
- فقط!! كل هذا بسبب كاس ماء؟!
تبسم ابتسامة هازئة وقال
- انت لا تعلمين شيئا يا زوجة ابي
- ارجوك نادني بريم
شعرت ببريق امل تسرب داخله ونافذة قد اطلت بنورها على حياته
- اسم جميل ريم
تبسمت ابتسامة خالطها بعض الخجل
- اشكرك ولكنك لم تجبني على سؤالي
أغمض عينيه وكانه عاد بذاكرته الى زمن بعيد واشياء قد حدثت من زمن ازل
- لم تكن غلطتي ولكن القدر اراد ذلك , ريم هل تجولت داخل القصر؟؟
- نعم
- - ومالذي رايته ؟
- رايت كل شي
- وتلك الغرفة المليئة بالخدم هل رايتها ؟
- نعم ولكن لماذا تسال كل هذه الاسئلة؟
- هل رايتي من بداخلها ؟
- كلا ولكني علمت انها والدنك
- اذا لم تشاهدي الحال التي هي عليها
- لا ولكن لماذا كل هذا؟
- لان تلك السيدة هي سبب معاناتي
نظرت اليه وكلي حيرة مما يحدث
اب يضرب ابنه لاتفه الاسباب , الابن يدعي ان والدته هي سبب معناته , انا امنع من الدخول على السيدة
- ارجوك يا سعد ان تفصح لي اكثر
- ريم هل احسست بشعور معاقبتك طوال حياتك على ذنب لم تركبيه؟؟
صمت لحظات وعدت بذاكرتي الى ما قبل ليلة الزفاف بايام وكلمات والدي ووالدتي عن ذاك العجوز وعم حكمهم علي بالسجن داخل هذا القصر العظيم ترن في اذني
تبسمت وقلت له :
-لا , لماذا ؟
- لان هذا ما اعيشه الان
- كيف ؟
- بدات قصتي مع ولادتي فلقد كانت الولادة غير طبيعية والاطباء قد اخبروا والدي بان حالة امي ستسوء شيئا فشيئا
- اذاً كان ذلك الضرب انتقاما منك
- نعم ولهذا السبب قد منعوك من الدخول عليها كي لا تؤذي مشاعرها
- اذاً والدك قد تزوجني كي اكون الخدامة لكم ولوالدتك
نظر الي وبكل هدوء قال:
- اجل
وخرج من هذا القصؤ الكئيب
يا لاسخرية القدر
ابي يبعني كسلعة وعجوز يشتريني كي اكون خادمة وانا لا املك سوى الصمت والطاعة
فتحت كلماته نافذة في حياتي قد اغلقتها احزاني , نافذة هبت منها رياح الاهت التي كسرت مجاديف نسياني لتعيد لي ذكرى فيصل
اعادت لي ذكرى ذلك السؤال
هل هو من عالم البشر؟؟؟؟
ارجو ان تكون الاجابة بلا
فهو اعظم من ذلك .....................
دموع الفرح(4)
ارجوك يا ريم ان تغسلي الملابس
ارجوك ياريم ان تعتني بالسيدة
ارجوك يا ريم ان تساعدي الخادمات في اعداد الولائم
كانت تلك كلمات الغزل التي اعتدت سماعها من زوجي
اربع سنوات وانا كالخدامة في هذه المقبرة التي رايت بها الوان الذل والهوان
حتى والدي لم اره خلال تلك السنين سوى مرتين بحكم وجودنا خارج المدينة
مرة لتهنئتنا بالعيد
واخرى لسداد بعض الديون
امي الحبيبة اوشكت على نسيان شكلها فانا لا اخاطبها سوى بالهاتف
كانت تلك اوامر الحاكم الظالم
اوامر من اعمت النقود بصره , ومن جسدت الكراهية والحقد شخصيته
استيقظت الساعة الثامنة صباحا
لم يكن ذلك اليوم كباقي الايام
فانا لم استيقظ كالعاده على صوت الساعة بل على صوت نواح وبكاء
خرجت من غرفتي وذهبت الى مصدر الصوت
علمت عند وصولي ان السيدة قد فارقت الحياة , فلقد اختلطت دموع من كانوا بالبيت بسواد ملابسهم الا انا فلقد خالطت دموعي الاسى والالم عند رؤية زوجي وما يفعله بابنه سعد
- انت السبب في وفاتها
- لكن يا ابي ......
صفعة قويه تلتها كلمات وكلمات
- اخرس فانت لست ابني من الان
لم استطع تحمل مشاهدة ما يتعرض له سعد من ذل وسط نظرات اخوته
اقتربت من زوجي وقلت :
- ارجوك يا ابا سعد ان تهدا
لم انته من تلك الكلمه حتى وجدت نفسي ممدة بجانب سعد اثر صفعته
- ريم
- ما بك يا زوجي العزيز
- انت طالق
ادار ظهره وخرج من الغرفة
لم آبه لكلماته
فلم اجد في صدري مكان للحزن بسبب طلاقي بما وجدته في نفسي من فرح بسبب تركه ضرب سعد وتركي للمنزل
صعدت الى غرفتي واخبرت والدي بان ياتي كي ياخذني من القصر
اخذت اجهز حقائبي وملابسي وسط دموع لم اعلم لما كانت
اكانت حزنا على طلاقي ام فرحة لتخلصي من عذاب السنين
وبينما انا كذلك دخل علي سعد وبصوت جريح قال :
- هكذا اذا يا ريم ، ستتركيني اواجه دنياي وحدي
- كلا يا سعد لا تقل ذلك بسبب ما فعله اباك ان اباك يحبك بالتاكيد اكثر من نفسه
- كنت اتمنى يا ريم ان تنهي لقائك لي بوداع لا بكذبه
طأطأة رأسي خجلا , فلقد كانت كلماته اصعب على نفسي من كلمة الطلاق من زوجي
- الوداع يا سعد
دموع عكرت برائة وجهه ليخرج من الغرفة وانا لا املك لنفسي شيئا
انتهيت من ترتيب حقائبي وبعد ان اتى والدي اخذنا نتبادل اطراف الحديث ونحن في الطريق
- كيف حال ابنتي العزيزة ؟
حمدا لله يا واالدي انك تذكر ان لك ابنة عزيزة
- بخير يا ابي , امي واخوتي الصغار كيف حالهم ؟
- امك بخير واخوتك الصغار مشتاقون لك جدا
وصلنا الى المنزل وما ان لمحت امي العزيزة حتى اخذت بالبكاء على صدرها الحنون
كانت تلك اللحظات بمثابة الروح التي اعادت الى جسدي الحياة
بعدها
اتى سؤالها الذي كنت اتوقعه
- كيف كانت معاملة زوجك لك ؟؟؟
صمت لحظات وابتسمت
- لقد عاملني بحنية يا امي ....................
دموع الفرح (الاخيرة)
مدة بسيطة في منزلنا المتواضع انستني سنوات عشتها داخل قصر عظيم
مدة بسيطة ويبدا القدر باعادة لعبته من جديد
عندما كنت جالسة مع والدتي نتبادل الحديث والضحكات واخوتي الصغار مشغولون بالمذاكرة
دخل والدي ومعه بعض الضيوف
خمس دقائق ليخرج والدي وابتسامة تعلو شفتيه ويتجه نحوي وبكل مكر خالطه الدهاء
- ريم لقد اتى من يريد خطبتك
تبسمت وقلت له
- ومن الذي سشتريني الان وساكون ولمن ساكون كبش الفداء هذه المره ؟؟؟, ارجوك يا ابي قل له اني غير موافقة
- وبنفس النظرات السابقه قال :
- كلا يجب عليك رؤيته اولا ومن ثم الرفض
لم اعر الموضوع اي اهتمام فالرفض هو جوابي ايً كان الخاطب
دخلت الغرفة
وقفت لحظات , احسست بان فصل الربيع قد انبت ازهاره في حياتي القاحلة
نظر الي ابي ومن ثم نظر الى من اراد خطبتي وقال :
- اسف يا فيصل فان ريما ..............
- كلا يا ابي انا موافقه
وخرجت مسرعة الى غرفتي بعد ان غطى اللون الاحمر وجهي
اسبوعان بعدها اجلس بجانب الحبيب فيصل بعد ان زينت نفسي وايامي ببياض ثوب الزفاف
انظر الى المدعوين
ايقنت انني اسعد انسانة في الوجود
وبين كل تلك الوجوه يظهر وجه ملاته احزان السنين مع قليل من الفرحة لاجلي , كان ذلك وجه سعد
نظرت اليه وذرفة دمعة عندما تذكرت حاله وعذابه , نظر الي ثم ابتسم وخرج
قطع تفكيري صوت اقرب لصوت ملائكة الرحمة , صوت اشبه بصوت تغريد البلابل
- ما تلك الدموع يا حبيبتي ؟؟؟
نظرت اليه ولكب هيمان ومحبة وعشق جنوني قلت :
- انـــهـــا دمــــوع الـــفرح .....................
زائر
الإثنين يونيو 02, 2014 9:52 am من طرف Admin
