الاخلاق ... والقيم
تلك الصفات التي أصبحت نادرة في هذا العصر
فبقاء الأمم وازدهارها وقوتها على مدار الزمان ظل رهينة بمدى التزامها بالأخلاق والقيم،
وللأهمية الكبرى للقيم وللأخلاق في حياة الناس جميعاً فقد لخصها الرسول صلى الله عليه وسلم رسالة في قوله
"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
إنه عليه الصلاة والسلام بعدما نزل الوحي عليه صار امتثال أوامره واجتناب نواهيه سجية له، وخلقاً ثابتاً من أخلاقه،
هذا مع ما جبله الله عليه قبل ذلك من الخلق العظيم، والحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم والأمانة والصدق.
وقد وصفه ربه سبحانه بأنه لعلى خلق عظيم،
وأكد ذلك الوصف مرتين في آية واحدة، فأكده بإن، وأكده باللام فقال: (وإنك لعلى خلق عظيم) [القلم: 4].
وأثنى عليه في آيات أُخر منها قوله تعالى:
(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) [الأحزاب: 21].
فبين سبحانه أنه عليه الصلاة والسلام الأسوة الحسنة التي ينبغي للأمة أن تتأسى به في كل شيء قال تعالى:
(هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة
وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) [الجمعة: 2].
والتزكية هي التطهير من أدناس الأعمال والأقوال والأخلاق والنيات
اخوتى الكرام
ولاشك أن الإسلام ومن قبله الرسالات السماوية كلها اهتمت بهذا الجانب القيَمي أو الأخلاقي أو السلوكي
الذي يعتبر ثمرة للجانب الإيماني والاعتقادي،
فالإسلام يعتبر الإيمان الحقيقي مجسداً في الاخلاق،
سواء كانت هذه الأخلاق ما نسميه بالأخلاق الربانية أم ما نسميه بالأخلاق الإنسانية،
فهناك أخلاق ربانية مثل .....التوكل على الله، الشكر لنعمة الله، الحياء من الله، الخوف منه،
الرجاء في رحمته هذه كلها أخلاق ربانية،
ويجب على الإنسان المسلم أن يتحلى بها،
وهناك أخلاق إنسانية مثل .....الصدق والأمانة والشجاعة والسخاء ، البذل والتضحية، والتعاون
والإحسان إلى الآخرين وإلى الضعفاء، والتواضع والحياء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"الحياء شعبة من شعب الإيمان"
ومن هنا كان النبي عليه الصلاة والسلام طوال العهد المكي خلال ثلاثة عشر عاماً وهو يربي الجيل الأول
الذي سيحمل عبء الدعوة الإسلامية
فيما بعد ويقوم على أساسه وعلى أكتافه المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية ونشر الإسلام في العالم
كان أهم ما يربى عليه هذا الجيل الجانب الإيماني،
لم يكن هناك تشريعات ولا أحكام في ذلك الوقت المبكر لفجر الدعوة الإسلامية،
وذلك لأن الأخلاق هي قوام الشخصية الإنسانية،
الإنسان بأخلاقه والأمم بأخلاقها وكما قال شوقي، وشوقي شاعر اهتم بالجانب الأخلاقي:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت....... | فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
ويقول:
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم...... | فإقم عليهم مأتماً وعويلاً |
وما غياب المسلمين عن ريادة الأمم وقيادة الشعوب إلا بسبب تخليهم عن مكارم الأخلاق
وبحثهم عن القيم الغربية تارة وعن الشرقية أخرى لتكون بديلاً عما جاء به الإسلام،
فهذه الأمة العربية التي اختارها الله لتكون أمة وسطاً، هذه الأمة وهي في جاهليتها تنطوي على مكارم للأخلاق,
فقد كان حاتم الطائي وهو من سادة العرب في الجاهلية يقول لغلامه :
أَوْقِدْ فَإِنَّ اللَّيْلَ لَيْلٌ قَــرٌّ والرِّيحَ يَا مُوقِدُ رِيحٌ صِرُّ
عَسَى يَرَى نَارَكَ مَنْ يَمُـرُّ إِنْ جَلَبْتَ ضَيْفًا فَأَنْتَ حُـرُّ
أي إن جئتني بضيف, ومكنتني من إكرامه, فأنت حر،
فبعضهم يوقد النيران الشاهقة في الليل كي يستدل بها الضيوف على مكان القِرى والإكرام،
والعرب في الجاهلية كانوا يكرمون الضيف ،
وينصرون المظلوم، ويعينون على نوائب الدهر فلديهم مكارم أخلاقية حقاً .
أيها الأخوة,
العرب في الجاهلية كانت لهم أشهر حرم،
أنا لا أنسى أنه كانت لهم نواقض كثيرة، لكن هناك مكارم أخلاق رغم الجاهلية التي كانوا يعانون منها
" خِيَارُكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِي الإِسْلامِ إِذَا فَقِهُوا " .
(أخرجهما البخاري ومسلم عن أبي هريرة في الصحيح)
ففي هذه الأشهر الحرم تتحوّل السيوف إلى أغصان، وتتوقف الحروب، ويتوقف سفك الدماء،
هذه ميزة كانت عندهم، بينما نسمع الآن أن الحرب دامت ثلاثة عشر عامًا, وحروب أهلية لا تبقِي ولا تذر .
و المسلمون يقتلون ويذبحون فى شهر رمضان وفى الاشهر الحرم بدم بارد وبلا حياء ولا خجل
فاين نحن من اخلاق الجاهلية الان ؟
اين حياءنا وخجلنا بل اين نخوتنا ورجولتنا ونحن نضرب النساء
وننزع الحجاب عنهن ونكشف عورتهن امام الناس؟؟
اين نخوة هذا المسلم العربى الذى..... يرفع يده ليهوى بها على وجه إمراة
قد تكون فى عمر امه او اخته او ابنته الصغيرة
لا لشى الا لانها تعبر عن حقها فى الحياة بمنتهى السلمية ؟
اين نخوة ورجولة وشهامة هذا العربى..... الذى يمد يده لينزع عن امرأة حرة نقابها او حجابها
ويطرحها ارضا ليتمكن من نزعهما عنها بالقوة وهى تقاومه على مرئ ومسمع من الجميع
دون ان يجرء احد على منعه
لا لشى الا لانها تقول لا لا لن انصاع لامرك واقبل بحكمك الظالم
اين شهامة واخلاق العربى حينما...... يصوب رصاصته وهو مختبئ خلف سلاحه الى صدر فتاة او رجل اعزل
لا يملك الا كتاب الله يرفعه فى وجه ويقول هذا ما سوف يحكمنا شئت انت ام ابيت ؟؟؟
فقديما... كان يُعير الرجل العربى اذا ما امتدت يده على امرأة
قديما ....خرج المعتصم بجيشه الجرار تلبية لصرخة امرأة مسلمة اهانها رجل
فاين اخلاقنا الان تجاه النساء؟؟؟
تكرم الفاجرة والسافرة وتحمل على الاعناق ويستمع لها ويحترمها السادة
وتهان الحرة ومن تدافع عن دين ربها وتلتزم بزيها وحجابها
الله اكبر اى قلب للقيم والحقائق هنا
اين الاخلاق يا امة بعث نبيها ليتمم مكارم الاخلاق ؟؟
اين اخلاق العرب يا من جاء الاسلام لينتقى من اخلاق جاهليتكم افضل ما فيها
لينقحها ويصححها ويضفى عليها مزيد من الجمال والكمال
اين الاخلاق التى كنا بها سادة العالم ووطئت اقدامنا بها رقاب الجبابرة
ضاعت
وراحت
وذهبت حينما.... عدنا الى جاهليتنا ولكن هنا بدون اخلاق
عندما..... نسينا ما سما باخلاقنا وصحح مسارها
عندما.... سكن حب الدنيا وشهواتها قلوبنا فبتنا نحارب كل شئ من اجل دنيانا ومصالحنا الخاصة
رحمك الله يافاروق الامة كلما شاهدت مايحدث من هذه الامة زاد حبى لك وانت القائل
(نحن امة اعزها الله بالاسلام فمن ابتغى العزة بغير الاسلام اذله الله)
اللهم اعزنا بالاسلام واعز الاسلام بنا امين.