شهدت العاصمة اليمنية صنعاء اليوم الثلاثاء احتفالية جماهيرية حاشدة في ذكرى اندلاع شرارة الثورة، الـ11 من فبراير، التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وتجمع المشاركون في مهرجان أقيم بشارع الستين الغربي الذي كان أيقونة الانتفاضة الشعبية كل يوم جمعة خلال عامي 2011 و2012، استجابة لدعوة اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية ومجلس شباب الثورة.
وردد المتظاهرون شعارات تؤكد على استكمال الانتفاضة حتى تحقيق أهدافها، والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، وأخرى تطالب بمحاكمة رموز النظام السابق واستعادة الأموال المنهوبة التي استولوا عليها خلال توليهم مقاليد الحكم.
وألقيت في الاحتفالية كلمة لنائب رئيس المجلس العام لمعتقلي الثورة جمال الظفيري، كتبها المعتقل ابراهيم الحمادي، حيا فيه «نضال أبطال الثورة من الشهداء والجرحى والمعتقلين»، داعياً إلى سرعة الافراج عنهم.
وقال «نعيش الذكرى ونحن المعتقلون مضربون عن الطعام والشراب والدواء حتى الموت أو الافراج عنا».
وأضاف ان «ثورة 11 فبراير قامت من أجل التحرر من الفساد والظلم ورد المظالم الى أهلها ومحاكمة مرتكبي الجرائم». وتابع «نحن خرجنا من أجل تحقيق دولة مدنية حديثة ونضحي بأرواحنا وقدمنا قوافل من الشهداء واختطف من اختطف وتم تعذيبنا لكننا لم نبالي بقناعتنا الا أنه وبعد أن حققت الثورة أهدافها تم إخراجنا من المعتقلات القسرية الى السجون المركزية».
وقال المعتقل إبراهيم الحمادي في رسالته «إنه لمن المحزن جداً أن تمر ذكرى الثورة ونحن خلف القضبان ومرتكبي الجرائم يسرحون ويمرحون في أرجاء الوطن ويعبثون بممتلكاته»، مؤكداً استمرار الإضراب عن الطعام حتى الإفراج عنهم.
وطالبت كلمة المعتقلين بالتظاهر لإقالة النائب العام علي الأعوش الذي عينه الرئيس السابق في منصبه، ومحاكمة الخاطفين للمعتقلين والمتورطين بتعذيبهم «لأننا كنا مخالفين لهم في الرأي، وتعويضنا نحن وكل معتقلي الثورة التعويض العادل».
وأطلقت في سماء المهرجان المئات من البالونات الملونة لتكون لوحة فنية راسمة علم الجمهورية اليمنية.
الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان بدورها رددت شعارات مؤكدة على سلمية الثورة والسعي من أجل تحقيق دولة مدنية، واصفةً ما حدث في 11 فبراير بأنه «ليس بالحدث العادي في التاريخ الإنساني»، مخاطبة الجمهور «لقد صنعتم ثورةً عظيمة بكل المقاييس».
وتابعت كرمان «الى جميع الاحرار.. لقد صنعتم ثورة عظمية بكل المقاييس والاعتبارات والمعايير بعد ان كانت بلدنا تحتضر وكاد وطننا أن يموت وربما على مشارف الهاوية السحيقة حتى ضننا بان كل شيء يكاد يتهاوى من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب».
ووجهت في كلمتها عدة رسائل كان أولها للرئيس عبدربه منصور هادي قائلة «شرعيتكم تستمدونها من تنفيذكم لاستحقاقات المرحلة الانتقالية كاملة غير ناقصة»، والى أحزاب اللقاء المشترك «لقد وقعتم على الحصانة فأصبح علي صالح يطل برأسه عبر ثورة مضادة نطالبكم بتحقيق مطالب الشعب». ووجهت رسائل الى جماعة الحوثيين المسلحة قائلة «قامت الثورة وأنتم مطاردون في السجون وأنتم جماعة محظورة، فأسدت لكم الثورة معروفاً»، داعية إياهم الى ترك السلاح والتحول الى جماعة سياسية ودينية.
ووجهت رسالة إلى مجلس الأمن الدولي قائلة «علي صالح مجرم ضد الإنسانية يعرقل العملية الانتقالية ويمارس الانتقام ضد الشعب»، مطالبة المجتمع الدولي بإقرار العقوبات على كل المعرقلين للمرجلة الانتقالية وذلك وفق البند السابع لميثاق الأمم المتحدة.
وقالت توكل كرمان «يجب أن نستبدل قوة الجماعات بقوة الدولة، قوة مراكز النفوذ بقوة الدولة، قوة المليشيات بقوة الدولة، ويجب أن تكون حازمة فلا يفلت جانٍ من يد القانون، وان تكون مهابة فلا ينجوا مجرم من سطوة العدالةـ وألا يفلت فاسد ناهب من العقاب والملاحقة».
وطالبت بإصدار قانون السلاح ينص صراحة على تسليم السلاح من قبل الجماعات والجهات خارج القانون خلال فترة لا تزيد عن ستة أشهر «وكل جماعة تحتفظ به بعد ذلك تعد جماعة مجرمة خارج القانون ومحظورة هذا ليس نكاية بأحد بأية جماعة بل هذا اجراء بالغ الأهمية من اجل الشعب والوطن».
وألقيت كلمة عن أسر الشهداء والجرحى، ألقاها أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء الدكتور محمد الظاهري، الذي أصيب خلال الثورة، تحدث فيها عن الثورة، وفي مقدمتها الدلالة المكانية التي تعيد للأذهان ذكرى التضحيات الشبابية منذ انطلاق الثورة الشبابية الشعبية، كدلالة رمزية سيكون لها الحضور مستقبلا، والدلالة الثانية دلالة الذكرى الثالثة لثورة الـ11 من فبراير، والثالثة دلالة الزمان، لافتا إلى أن تاريخ الـ11 من فبراير يستحضر فيه الملحمة البطولة لحصار السبعين يوما في عام 1968.
وقال «ثورتنا أيضا ثورة غير مكتملة فهي بحاجة إلى تعزيز وتحقيق اهدافها واستكمال مطالبها، وهي تحتاج للرعاية لا للدعاية، والإقدام لا الإلهام، والتغيير لا التحوير»، مؤكدا أن «الثورات المجانية لا توجد على هذه الأرض، فالثورات تحتاج إلى نضالات وتضحيات».
كما ألقيت في المهرجان قصيدتان شعريتان للشاعرين فؤاد الحميري، وعمر النهمي مجدتا تضحيات الشباب واستبسالهم في سبيل إنجاح الثورة الشبابية الشعبية السلمية.
من جانبها دعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية في بيان لها الى تشكيل كتلة وطنية وشعبية عريضة للتصدي لأي محاولة لإعاقة مسيرة التغيير والعودة الى خيارات الماضي.
وطالبت باستكمال هيكلة الجيش والامن وبنائهما وفقاً للمعايير الوطنية والغاء كافة الامتيازات الممنوحة خارج إطار القانون في القطاعات الاقتصادية باعتبارها انتهاكاً لمصالح الشعب وثرواته.
ودعت إلى الاحتشاد يوم الجمعة القادم للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.
زائر
الإثنين يونيو 02, 2014 9:52 am من طرف Admin
