* يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * الأحزاب (70)
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين ،
سيدنا محمد النبي الأمي الأمين ،
وعلى آله و أصحابه و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد ....
قال الله سبحانه فى محكم تنزيله....
ثُمَّ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ الأنعام (154)
وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ النحل (64)
وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ النحل (89)
تبياناً لكل شيء في تشريع الكون وتشريع الحياة :
من الفرد إلى الأسرة إلى المجتمع إلى الدولة إلى الكون طرداً وعكساً
وهذا الكلام ، لكل عاقل رصين ، أو متعقل ،
وليس للذين طبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون ولا يفقهون .
وقد كثر اليوم الجدل والنقاش والكلام وبات من لا يفهم يفتى ويتحدث فى امور الدنيا والدين
فطمسوا الحقائق ولبسوها بباطلهم المزيف وأهوائهم المريضة
فى حين ان القرآن الكريم لم يترك أمر من أمور الدنيا والاخرة الا وأوضحها وبينها
لذا ...دعونا نعد الى المعين الأول
دعونا نأخذ مفاهيمنا وأصولنا وقيمنا من كتاب ربنا جل وعلا
فدعوا من يتحدث يهزئ ويجعج بالكلام كما يشاء
ولنتأمل نحن ونؤمن ونصدق بما جاء به الملك جل فى علاه..
فحقا بات الكل يتحدث ولكن..... مهلا فالقرآن فقط هو من يجيب وينطق بالحق
قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) الحجرات6(
من هو عدوك الحقيقى أيها المسلم؟؟؟
سؤال التبس فيه الحق بالباطل واختلط على الناس امرهم فيه
فصار .....اخيك ابن امك وابيك هو عدوك حينما يختلف معك فى الرأى
صار المسلم .... من بنى جلدتك هو عدوك لانه يقف ضد مصالحك الشخصية ومكاسبك المادية بقوله للحق ومناصرته له
صار اخوك العربى المسلم.... هو عدوك تحاربه وتستقوى عليه بقوتك ارضاء ومناصرة لبنى صهيون
صار ضعفاء المسلمين من اخوتك... هم اعداؤك تسبيح بيضتهم وتكسر شوكتهم لان مصالح الغرب تقف مع عدوهم
وانت كذلك لا تشذ عن الصف
ما هذا ؟؟؟
ما هذا الذى بتنا فيه ؟؟؟
المسلم ليس عدو المسلم حتى وان اختلفت الاراء
المسلم ليس عدو المسلم حتى وان باعدت الحدود والمسافات بين الجميع
اين نحن من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه: كان الله في حاجته،
ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة،
ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة" متفق عليه
اذن من هو عدوك الحقيقى يا مسلم؟؟
استمع الى الملك سبحانه وهو يخبرك عن اعدائك الحقيقين
الشيطان
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }البقرة168
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ( 6 فاطر)
{ أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلاً} .
فأخبرنا عز وجل أن الشيطان لنا عدو مبين؛ واقتص علينا قصته، وما فعل بأبينا آدم صلى الله عليه وسلم،
وكيف أنتدب لعداوتنا وغرورنا من قبل وجودنا وبعده، ورغم ذلك نتولاه ونطيعه فيما يريد منا مما فيه هلاكنا.
وكان الفضيل بن عياض يقول :
يا كذاب يا مفتر، أتق الله ولا تسب الشيطان في العلانية وأنت صديقه في السر.
وقال ابن السماك :
يا عجبا لمن عصى المحسن بعد معرفته بإحسانه! وأطاع اللعين بعد معرفته بعداوته!
سبحان الملك
ما دام أنه عدو لك مُعْلِن العداء، فلا يجوز لك أنْ تهادنه أو تستكين له وتطيعه؛
لأنك حين تطيعه يستمرىء عداوته ضدك،
إذن: لا بُدَّ أنْ تعاديه، وأنْ تُوفقه عند حدِّه، كيف؟
أضعف الإيمان أنْ لا تطيعه، فإنْ أردتَ أن تكون أقوى منه
فانتقم منه وغِظْه بأنْ تتجه إلى مقابل ما يطلب منك، فهو يأمر بالسوء، فافعل أنت الحسن يأمرك بالشر،
فاجتهد في الخير،
وكأنك تسخر منه وتُلقِّنه درساً لا يملك بعده إلا أنْ ينصرف عنك؛ لأنك وظَّفْتَ عداوته لصالحك وانتفعتَ بها،
وهذا ما يغيظه.
وتستطيع أنْ تأخذ بهذا المبدأ مع أيِّ عدو آخر، سواء أكان من شياطين الإنس أو شياطين الجن،
تستطيع أن تجعل من عداوته لك حافزاً على الخير وعلى عشق كل ما هو جميل،
فالعاقل مَن استفاد من عدوه أكثر من استفادته من صديقه.
وصدق القائل:
عَدايَ لَهُم فَضْلٌ عليَّ ومِنَّةٌ | | فَلا أذهب الرحمَنُ عنِّي الأعَادِيا |
هُمُوا بَحَثُوا عَن زَلَّتي فَاجْتنبْتُها | | وهُمْ نافَسُونِي فاكتسبْتُ المَعَالِيا |
[color][font]
الكافر ...هو عدوك ايها المسلم وليس اخوك الذى تبيح دمهواعتبر الخالق عز وجل عدوه هو عدونا حيث قال في محكم التنزيل مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ (98) البقرة لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾.آل عمران فمن يكفر بالله ويكذب رسله ولا يعترف برسالتهمهو عدوك يا اخىمن يتجرء على الله بالكفر والند والشريكهو عدوك يا اخى من يحارب دينك ويسعى لوئده وتشويه وطمس هويتك هو عدوك يا اخى إن من يتخذ هؤلاء أولياء له، فليس له نصيب من نصرة الله، لماذا؟ لأنه اعتقد إن هؤلاء الكافرين قادرون على فعل شيء له. لذلك يحذرنا الله ويزيد المعنى وضوحا أي: إياكم أن تغتروا بقوة الكافرين وتتخذوا منهم أولياء. ولا تقل أيها المؤمن: " ماذا أفعل؟ " لأن الله لا يريد منك إلا أن تبذل ما تستطيع من جهد، ولذلك قال سبحانه:
{ وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }
[الأنفال: 60].
ولكن نظرة دولة الإسلام إلى الكافر باعتبار حاله فان خضع لأحكام الإسلام فأنه ذمي ودمه وماله وعرضه معصوم وان لم يخضع لسلطان الدولة فأنه كافر حربي وإما حكما أو فعلا( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُم أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) . الممتحنةالغرب هو عدوك ايها المسلم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " ، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : " بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن " ، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : " حب الدنيا ، وكراهية الموت " . لم ينسى الغرب بأننا مسلمون وأعداء له ولكن نحن نسينا بأنهم كفار وأعداء لنا والغرب الكافر قرر أن يدخل في صراع مع هذه الأمة كافة .ولكن هل قررنا نحن أن ندخل في صراع معه كافة كما أراد الله تعالى ؟ ( قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلوكم كافة ) فالكافر لا يفرق بين سني وشيعي وكردي وعربي وإسلامي وسوري وعراقي وهكذا فهو ينظر لنا باعتبارنا جسد واحد ولكنه يحاول عن طريق التضليل الفكري والسياسي أن يضرب جزء من هذه الأمة في بلد ما دون إثارة حفيظة المسلمين تحت شعارات كاذبة وذرائع واهية وضعوها لنا مستعينا بالدهاء والمكر السياسي ان الغرب لا يخفي عداؤه لهذه الأمة والله تعالى قال في وصف عدائهم (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم اكبر) وقال (كيف وان يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون ) إذن من هو العدو الحقيقي لهذه الأمة ؟إن الغرب نجح إلى حد كبير في تحويل مفهوم العدو الحقيقي والصراع بيننا وبينه إلى صراع مع الذات أي أن تضرب الأمة نفسها بنفسها مستغلا انعدام التفكير وغياب الوعي السياسي للأمة .إن أئمة الكفر في العالم وهي الدول العظمى قد ملئوا الأرض خرابا وفسادا وقتلا وتشريدا وتقسيما وتمزيقا وفقرا و نشرا لقيم الرذيلة في كل مكان حتى أصبح الإنسان مجردا من إنسانيته وشاذا في سلوكه وأحط من البهيمة . إنهم بحق هم العدو الاستراتيجي لهذه الأمة بل للإنسانية جمعاء وهم فراعنة العصر الحديث .( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ، وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ) فأفق يا اخى المسلم واعرف عدوك جيداافق واعلم الى صدر من توجه سلاحك افق وعد الى ربك وانتصر دينك ولا تكن انت معول هدم لهذا الدين بجهلك او بعدم فهمك للامورهؤلاء هم اعدائك الحقيقيون فأمة بلا عدو هي امة بلا وعي وأمة بلا وعي أمة خارج عن التاريخ والحياة . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين .ونختم بقول الله تعالى ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُور اللَّه بِأَفْوَاهِهِمْ وَاَللَّه مُتِمّ نُوره وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }
[/font][/color]