أهو مكتوب علي أن أفقد دائما الشيء الذي أحبه وأتعلق به،حتى الشخص الذي وهبته قلبي،أحاول قدر استطاعتي عدم الاستسلام إلى هذه الأفكار.لأني مؤمنة وأثق بحكمة الله ومؤمنة بالقدر خيره وشره .
ولكني مع ذلك لا أنفي تعرضي إلى الحزن والألم،اليوم جلست أفكر بنفسي وبه رأيت أني مريضة ،أخبرته ذلك منذ أيام لكنه لم يقم ولا بخطوة.ربما يظن أني أتدلل أو أكذب لأكسب عطفه،وان يكن هذا هو قصدي فدافعي الوحيد هو معرفة مدى غلاتي بقلبه ولكن إنها الحقيقة :مريضة جسديا ومريضة روحيا،والسبب هو رحيله المفاجئ دون قول شيء أو حتى تحديد موقفه، وجدت أني وحيدة عليلة لا أحد بجانبي يخفف عني آلامي وينسيني همومي وأحزاني، لم يفكر في السؤال عن أحوالي وعن غيابي توسلاتي وطلب السماح منه لم يهز ولا شعرة من مشاعره نحوي ،قلبه لم يزلزل لسقمي عرفت أني أملك قلبا فريدا يهب الحب دون انتظار المقابل،فقلبي ينفطر لأنه لا يعلم شيئا عن الذي سكن حناياه،ويتألم لبعده وغيابه رغم كل شيء ما زال يحبه بشغف ويتمنى عودته اليوم قبل الغد،هدا هو قلبي الذي يوجد بين ضلوعي يملك حبا صادقا ومشاعر لا تنتهي ،إرادته قوية لا ينحني أمام الصعوبات،بل كلما صادف إحداها زاد تشبثه بمن أحب أكثر من الأول.
ماذا أكون أنا بالنسبة له؟وماذا كنت؟لما هذا الصمت الجارح؟لما التجاهل؟أسئلة كثيرة تدور في خلدي ولم أجد لها جوابا أبدا،هل أنا فتاة من العصور الحجرية؟ لاني لم أفهم لغة العصر؟هل خانني حدسي إلى هذا الحد؟لا أظن ذلك لأني كنت ألمس حبه القوي لي في كل همساته ونبرة صوته لكل تنهيدة بالآه ناتجة عن الشوق،نعم أنا مازلت أحن إليه وأحن إلى كل حرف وكل كلمة تنتج عنه،انه شخص ملكني استعمر فؤادي بجيوش من الكلمات الرومانسية وأسلحة تنم عن الحنان والرقة،كان مدججا بالأخلاق الحسنة والكلمة الطيبة،لهذا لم يبذل جهدا كبيرا في كسب ودي ونيل قلبي الذي قدمته له بيدي على طبق من ذهب،بكل طيبة وفرح وابتسامة تعلن عن سعادتي.
إنسان مهما وصفت فيه لن أستطيع أن أحسن القول. رغم زعلي الآن من غيابه وهجره إلا أني لا أنكر حبي له وسعادتي التي عشتها معه طول هذه الشهور التي أعتبرها أيام حياتي،ممتنة لك على كل لحظة فرح عشتها بوجودك بحياتي، قبل دخولك لها لم يكن لها طعم ولم أعترف بها يوما.أنا أراك أنت حياتي وفيك كل شيء جميل يؤثثها. كان يكفيني فقط التفكير به وبكلماته حتى أنسى العالم بأسره وأظل وحدي معه في هذا الكون الواسع، نركض معا بفرح وسرور.
صرت أعشق الحياة مادام هو بجانبي لم يعد يهمني الآخرون وما يفكرون بي ولا نظرتهم إلي، ولا ما هو شعورهم نحوي .كنت أراه وحده أمامي،أخاف من زععله وأحاول إسعاده .هو إنسان غيور يغار حتى من نفسه علي،في بعض الأحيان كنت أشعر بالغضب من غيرته،لكني كنت أجد نفسي أغار عليه أكثر.ومع الوقت أحببت حتى غيرته وصرت أشتاق لها،هذا الإنسان صرت أمامه كتابا مفتوحا.
لا أحتاج لان أشرح ،يكفيني قول كلمة واحدة ليعرف المغزى من ورائها ،بات يفهمني حتى أكثر مما أعرف نفسي أنا.أحببته أكثر لأنه يفهمني ويقدر ظروفي ارتحت إليه ووجدت السكينة والطمأنينة بجانبه،وجدت كل ما هو جميل وحلو في الحياة منذ ولوجه لعالمي.كل شيء كنت أفتقده منحني إياه حتى دموع الفرحة عرفت طعمها،ودموع الألم والحزن التي ذرفتها بسببه كانت ألذ مما توقعت ومما حكى العشاق عن أنها معاناة.اشتقت إليه بما في الكلمة من معنى للشوق،إلى صوته الدافئ الحنون وهو ينطق :أحبك يا...
لم أعد أستطيع نطقها لم يعد لاسمي مذاق بعده بلسانه كانت له نكهة خاصة،عشقت ضحكته وأيضا غضبه،أتألم لألمه وأفرح لفرحه وأحزن لأني بعيدة عنه ولا أستطيع منحه العناية التي يستحقها،هذه هي أنا وهذه هي مشاعري اتجاهه،وهذا هو حبي الكبير الذي لم يرد أن ينقص رغم هجره لي ويأبى إلا وأن يمنحه إياه ولو في الخيال،وعيش الأحلام .
أكان حلما كل ما عشته معه،مخططاتنا للمستقبل ولحياتنا معا ،وعوده وحبه هل كان كل هذا وهما هل كنت أنسج هذه الروائع في خيالي وأعيشها وأصدق أنها صارت معي.لا أنا متأكدة أنه أحبني مثلما أحببته ،تمناني كما تمنيته، اعترافي أني أحبه لن ينقص شيئا من كبريائي وشموخي ، بل العكس هو يسمو بي إلى الأعلى إلى قمة الصدق والوفاء.ناجيته بكل جوارحي وأحاسيسي،وخاطبته بلغة الحب السامية،قدمت اعتذاري هذا كله لأني أحببته بصدق ولا زلت وسأظل،سيبقى حبه الهدية الجميلة التي تلقيتها في السنة التي ماتت،تمنيته الهدية التي أتلقاها يوم عيد مولدي الذي اقترب، سأحميه وأغلفه بأجمل ورق الهدايا،وأضع عليه أجمل الأشرطة وأكتب على الهدية ملاحظة:أفتحها يوم يعود شروق الشمس إلى حياتي.وهذا يعني أن قلبي سيبقى مرتبطا بك ينتظر حلول النور عليه انه نور حبك يا روحي وقلبي وكل حياتي.
أتساءل لو انقلبت الأدوار بيننا ماذا كنت ستكتب لي ،هل كنت ستخطو نفس خطواتي وهل كنت سأسامحك بعد قليل من الدلع أم سأصمت مثلك وأتركك تنسج أحداثا وتفكر أفكارا عن غيبتي؟.
وجدت قلبي يبكي لمجرد الفكرة ويتمنى عودتك دون شرط أو حتى تأنيب، عرفت أني أحببتك أكثر من نفسي.
الآن وأنا عليلة لم أتمنى سوى معرفة أحواله والاطمئنان عليه ،لكن هل أذنبت بحبي له،وهل مجرد خطأ بسيط صدر مني أدفع ثمنه سلب روحي ونبض فؤادي: فراق من أحب.